اعلان

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

كيف أعالج الرهاب والخوف عند طفلي؟






كيف أعالج الرهاب والخوف عند طفلي؟



إن المخاوف عند الأطفال كثيرة وكبيرة مقارنةً بالكبار، لهذا عندما تشاهدين طفلك يُعاني من المخاوف فلا تستغربي ذلك، حيث  تبدأ المخاوف عادة بالظهور عمد أطفالنا في سنٍ صغيرة، وتتذبذب، فأحياناً تشتد وأحياناً تخف، وما الخوف إلا استجابة فطرية تجاه المؤثرات الخارجية بالنسبة للأطفال، والمخاوف تختلف من سنٍ لآخر، وتتغيّر و تتطور يتقّدم الطفل في السن...

How do I treat phobias and fear when my child?

كيف أعالج الرهاب والخوف عند طفلي؟






إن المخاوف عند الأطفال كثيرة وكبيرة مقارنةً بالكبار، لهذا عندما تشاهدين طفلك يُعاني من المخاوف فلا تستغربي ذلك، حيث  تبدأ المخاوف عادة بالظهور عمد أطفالنا في سنٍ صغيرة، وتتذبذب، فأحياناً تشتد وأحياناً تخف، وما الخوف إلا استجابة فطرية تجاه المؤثرات الخارجية بالنسبة للأطفال، والمخاوف تختلف من سنٍ لآخر، وتتغيّر و تتطور يتقّدم الطفل في السن. ويعتبر اجفال العين هو أول ردة فعل يظهرها الأطفال، فالإجفال هو رد فعل يُظهره المواليد، ويمكن أن يكون دليلا على الخوف الطبيعي لاحقاً، وأي عمل غير متوقع ومفاجئ للمولود يجعله يرفع يديه وقدميه إلى أعلى وقد يبكي. وبعد عمر ستة أشهر، يمكن أن نُفرّق، وبصورةٍ واضحة، بين الإجفال والخوف الذي يُرى كرد فعلٍ للغرباء.

ويظهر الخوف من الحيوانات في فترة لاحقة، و كذلك عندما يكبر الطفل نزداد مخاوفه، فيُصبح يخاف من الغرباء، ومن الحيوانات و من الظلام كذلك، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أيضاً فروقات بين الذكور والإناث بالنسبة للمخاوف المرضية، حيث إن هناك أمورا قد تُخيف الفتيات أكثر من الأولاد، ويُعتبر هذا الأمر مقبولاً في كثير من المجتمعات وتدعمه الثقافة السائدة في كثير من البلدان.

وكثيراً ما تأتي الأمهات إلى العيادة يشتكين من أنّ أطفالهن الصغار يُعانون من خوف مرضي (رُهاب)، ولكن بالاستفسار والتعمّق في الأعراض، يتبّين أن هذه المخاوف ليست مرضية، وتكون عبر مجموعة من الأسئلة؛ "هل أترك ابني من دون أي تدّخل عندما يكون يُعاني من الرُهاب؟، هذا هو السؤال المهم.. هل أترك ابني من دون تدخّل، أم أنه يجب أن أعرضه على متخصصين لمساعدته؟، هذا السؤال يجب ألا يكون عاما؛ بمعنى أن لكل حالةٍ ظروفها الخاصة، فليس كل من ظهرت عليه أعراض الرُهاب من الأطفال يجب أن يُعرض على مُتخصصين نفسيين، أو يؤخذ إلى عيادةٍ نفسية.

ثمة أعراض للرُهاب تكون عابرة؛ بحيث قد يُعاني منها الطفل لفترةٍ مؤقتة، ثم تختفي من تلقاء نفسها. وثمة أعراض أخرى تستمر وتؤثر سلبا على حياة الطفل، وتقود إلى تعثّر في دراسته ومهاراته الاجتماعية، مما يؤدي إلى صعوبات مستقبلية تؤثر على مستقبل الطفل. ومن أكثر أنواع الرُهاب والقلق انتشارا عند الأطفال، هو قلق الانفصال؛ بمعنى أنّ الطفل يخشى أن يفترق عن عائلته، خاصةً عن والدته أو البعد عن منزله. مثل هذا الطفل لا يستطيع الابتعاد عن والدته، وحتى عندما يلهو ويلعب مع أقرانه فإنه يفعل ذلك ولكن دون أن تغيب والدته عن ناظره، يلهو ويعبث ولكن في فلك والدته.

ان الطفل الذي يُعاني من قلق الانفصال يواجه صعوبةً كبيرة، مثلاً عند بدء الدراسة والتحاقه بالمدرسة، فإنه يرفض أن يذهب إلى المدرسة ويختلق أعذاراً كثيرة كي لا يذهب إلى المدرسة.. يدّعي المرض ويبكي بشدة وأحياناً بصورةٍ هستيرية لكي لا يُغادر المنزل، وما إن يوافق أهله على بقائه في المنزل ولا يذهب إلى المدرسة تختفي جميع الأعراض المرضية ويُصبح طبيعيا. مثل هذا الطفل قد يحتاج إلى أن يُعالج لهذه الحالة المرضية بمساعدة طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي، ومن الأفضل إذا كان شخصا متخصصا في الحالات النفسية عند الأطفال. ومن أهم العلاجات المُفيدة في علاج مثل هذه الحالات هو العلاج السلوكي الخاص بالأطفال، الذي يؤدي إلى تحسّن ملحوظ في معظم الحالات.





متى يُعالج الأطفال من الخوف


عندما يشعر الوالدن أنّ طفلهم ليس على طبيعته، وأن الطَّفل لا يؤدي نشاطه المعتاد، كما ويتعرض لإجهاد كبير بسبب الخوف، فيجب عرض الطفل على طبيب مختصٍّ في معالجة الأطفال.

الخوف عند الأطفال حسب العمر


لدى الأطفال الكثير من المخاوف الطبيعية، سوف نقوم بتقسيم المخاوف المنتشرة حسب عمر الطفل:



  • -المخاوف التي تصيب طفل بعمر سنتين فما دون: يخشى الكثير من الأطفال في هذا العمر من سماع الأصوات العالية والأصوات الغريبة بالنسبة له، وكذلك خوفه من أن ينفصل عن والديه، ويخاف من رؤية الأجسام الكبيرة.
  • -المخاوف التي تصيب الطفل من ثلاث إلى ستّ سنوات: يتعرض الطفل للخوف من رؤية الأشياء الخيالية، مثل: الوحوش، والأشباح التي يراها على التلفاز، وكذلك يخاف من الظلام والنوم وحيداً، وإذا سمع صوتاً غريباً يشعر بالخوف.
  • -المخاوف التي تصيب الأطفال من سبعة إلى ستة عشر سنة: في هذا العمر يبدأ يخاف الطفل من الأشياء الواقعية، مثل: خوفه من التعرض للإصابة، وخوفه من تحصيله المدرسي، ومن الموت، والحوادث الطبيعية، وغيرها.


هناك نقطة مهمةٌ:

وهي خوف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة؛ وذلك لتعلقهم بالوالدين، وعدم رغبتهم بالانفصال عنهم، فهذا يعتبر سبب رئيسي لعدم ذهابهم للمدرسة، وهذا السبب يتواجد عند الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين خمس إلى سبع سنوات، وهذا لا ينطبق على الأطفال الأكبر سناً؛ لأنهم أكثر وعياً نوعاً ما منهم، وهناك سبب آخر يدعو الطفل للخوف من المدرسة، وهي المعاملة السيئة والقاسية التي يجدها هناك، وتواجد المعلمين غير الودودين.

أسباب ودواعي الخوف عند الأطفال



  • -يظهر الخوف عند الأطفال عندما يتعرضون لأشياء لا يستطيعون تفسيرها، فيشعر الطفل بتهديد هذه الأشياء له، وقد نجد طفل لا يخاف من أشياء تخيف أخاه الآخر أو أخته.
  • -ما يراه من ردود فعل الأخرين لشيء ما: يتعرض الطفل للخوف عندما يرى رد فعل الشخص الكبير عندما يرى ثعبان أو أسد مثلاً.
  • -رؤية الطفل لحدث مخيف مؤلم: عندما يشاهد الطفل حادث سيارة مخيفة؛ فمن الطبيعي أن يتعرض للخوف، أو عندما يرى قطَّة تدهسها سيارة، وغيرها من الحوداث التي قد تبقى عالقة في ذهن الطفل حتى يكبر.
  • -عدم احترام الطفل، والثقة المنعدمة: هناك الكثير من التصرفات التي تخرج من الوالدين وأفراد الأسرة التي تعدم شخصية الطفل وتقلِّل من احترامه، بل وتجعله لا يحترم نفسه، ويفقد الثقة -أيضا- لذلك على الوالدين وأفراد الأسرة الباقين دعم الطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، وإشعاره بقيمة نفسه، حتى يتجنّب الطفل الخوف.
  • -مشاكل الأسرة الدائمة: هناك الكثير من المشاكل التي تحدث داخل الأسرة، لكنّ المشاكل الدائمة تعرض الأطفال إلى التوتر، وتجعله عرضة للخوف، هذه مشكلة -مهمة- يجب على الأسرة أن تعالجها؛ للحفاظ على أطفالهم.
  • -القلق الذي يعاني منه الطفل يرجع إلى مستوى خوفه من أحداث ماضية، ومن سعة خياله، حيث هناك الكثير من الأطفال يتَّصفون بخيالٍ جامح يخافون منه.
-إذا ظهرت هذه المخاوف على الطفل؛ فيجب عليهم أن يوفِّروا لأطفالهم بعض الوقت، وأن يقوم الوالدان - باجتهاد- لتجنَّب أي حدث أو موقف يمكنها أن تنمِّي المخاوف لدى أطفالهم.

نصائح للآباء



  • -أن يتجنب الوالدان تعزير أطفالهم، وإلقاء المحاضرات عليهم. لا يمكن للطفل التخلص من مخاوفه إذا كان الآخرون يسخرون منه، أو عندما يقومون بإجباره على فعل أو قول شيء ما.
  • -إذا تقبل وتفهم الوالدان خوف أطفالهم بشكلٍ منطقيٍّ؛ فسوف يساعدون أطفالهم في تخليصهم من مخاوفهم، فيقدِّمون الدعم الكامل لهم عندما يشعرون بالخوف. فيجب على الآباء تحليل موقف أطفالهم بشكل منطقيٍّ، وعليهم تطمينهم ورفع معنوياتهم.
  • -بعض المخاوف جيدة للطفل، فعندما يحذر الوالدان طفلهم بعدم مصاحبة الغرباء -مثلاً- فسوف يعلم هذا الطفل عندما يكبر قليلا حقيقة --هذا الأمر، وسوف يزداد وعيه حول هذه الحقيقة؛ لأنّ بعض الناس أشرارٌ فعلاً. فكلّما كبر الطفل، زاد فهمه حول الحقيقة والخيال، والسبب والنتيجة اللأشياء من حوله. 

-في نهاية الأمر سوف يتغلب الطفل على أغلب مخاوفه، أو أنها سوف تختفي من تلقاء نفسها.

طريقة مواجهة المخاوف


-إنّ طريقة مواجهة المخاوف أمر مهم جداً، وعلى الوالدين تعليم طفلهم كيفية مواجهة مخاوفه، وذلك حتى يتعلم الطفل بعض المهارات التي تجعلهم يشعون بأنهم قادرون على التحكم في مخاوفهم. مثلاً:
  • -تعليم الطفل بأنْ يأخذ نفَساً عميقاً، وتعليمه كيف يحول الوحش المخيف إلى وحش مضحك؟. 
  • -قيام الوالدان بقراءة القِصص التي تتحدث عن أحداث مخيفة تكون الحاجة فيها محكمة بأن الخوف لاشيء مثلا، -ومن هذا القبيل-.


كيف يُعالَج الخوف عند الأطفال


يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ للخوف تأثيرٌ ليس بسيطاً على حياة الطفل، لكنْ إذا كان هذا الخوف لايؤثر في حياة الطفل المعتادة؛ فأنّه على الأغلب سوف يزول وينتهي.لكنْ إذا كان هذا الخوف يؤثر على حياة الطفل، ويسبب له الإجهاد، ويؤثر على نشاطاته الأخرى، فيجب أن يتم عرضه على طبيب مختص، وأن يتلقى العلاج.

  • -إنَّ الطريقة التي يعالج بها الخوف عند البالغون، تُستخدم في الكثير من الأحيان لعلاج الأطفال، حيث تعالج المخاوف لتزول بتعرضهم للمواقف التي يخافون منها، ومن المهم الكشف عن سجل الطفل القديم، ومعرفة ما كان يخافه قبل البدء في علاج الطفل.
  • -إنَّ معاقبةِ الطفل على خوفه قد تزيد من مخاوفه التي يعاني منها؛ بل تؤدي به إلى كتم مشاعره، وهذا الأمر يؤدي إلى نتائجَ خطيرةٍ على الطفل، فيجب الحذر من ذلك، لذلك على الوالدين تجنُّب هذه الطريقة السيئة، ويجب استبدالها بدعم الطفل، وتنمية قدرته في مواجهة الخوف.
  • -ممارسة الأنشطة التحفيزية مع الطفل الخائف، مثلاً: أن يلعب الوالدان وطفلهم مع الأشياء التي يخاف منها، فيكون الوحش على شكل لعبة، لأن الأطفال أكثر استجابة عند اللعب.
  • -وعندما يكون الطفل خائف بشكلٍ شديد، فعندها يستخدم الذي يعالج الطفل (طرق الاسترخاء)، وكذلك يقوم بعرض مقاطع فيديو بحيث يجعله يواجه خوفه بشكل خيالي.
-إنَّ هذه الطريقة فعالةٌ؛ لأنها تساعد الطفل على تخيل طرائق مواجهة المواقف والأشياء التي يخاف منها، قبل أن يتعرض لها في واقعه الحقيقي.














, ,

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق